مصطلاحات إسلامية عظيمة بمفاهيم قاصرة !

من طرف amellal amina* الثلاثاء 15 أبريل 2014, 9:00 pm

بسم الله

مصطلاحات إسلامية عظيمة بمفاهيم قاصرة !
الرحمة ،،الوسطية ،، اللين،، الرفق ،، الغيرة ،، الرفق بالقوارير ،، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكثير من المصطلحات الرائعة والجميلة التي هي ميزة لديننا الإسلامي .
المطلع المنصف والمستقرأ يمكنه أن يمحص توجهين أساسين بخصوص تصور تلك المصطلحات والمفاهيم خاصة لدى المعاصرين.
ويلاحظ أيضا أن الأقلام جَرت سيلا ليس بالهين بسطا وتوضيحا وتبيينا كل حسب توجهه :

التوجه الأول منهج عقلاني كثير منهم أصابته لوثة الغرور ونظرة الفوقية الفكرية والتأثر بالحضارات الغربية حيث قدم العقل عن النقل يدعي الواقعية حيث يجرد تلك المفاهيم عموميتها الزمانية المكانية بأسلوب مجحف يخل بها ويسلبها ماهيتها الأصلية فتصير مسخا . فهم عادة يربطون تلك المصطلحات بفترة زمنية من التاريخ أو بما يسمى مجاراة الواقع فيقع في تفسيرات وتأويلات عادة يغلب عليها الهوى بل قد تسيىْ للمنهج الرباني ثم يتم حشو هذه المصطلحات بتفسيرات وتأويلات قد تكون قادحة في الإسلام وشموليته.
فالحقيقة أنهم يعمدون لتعديل تعاليم الإسلام وتقويضها لتكون تلك المصطلحات مجارية للعصر !

فلا تعجب بعدها أن تصير الرحمة هي تحليل المحرمات من ربا ومعازف والتمصل من الحدود الشرعية للضرورة العصرية !

وتمييع الدين وجعله مقاربا للأفكار الغربية هي الوسطية .
وموالاة الكافر وتوليه وحبه بغير دافع طبيعي وتوقير الفسقة والاستهانة بشعائر الله وتعطيل الذب عن السنة والرد عن المخالف هي اللين والرفق !

والتساهل في الحجاب والسماح للمرأة بالتبرج والسفور والاختلاط والغناء في حضرة الرجال هي الرفق بالقوارير والرومانسية !
وعلى ذلك قس !؟

والعنف والتظاهر وتدمير المجتمعات الإسلامية وتفكيك جماعة المسلمين بالثورات والخروج على الحاكم والإبداع في كشف عوار ولاة الأمروتضخيمها وغيبتهم وتحريض العوام والدهماء عليهم هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.

التوجه الثاني هو توجه أهل الأثر والسنة وفي رواية السلفية من السلف الصالح وهناك من ينسبها للوهابية لجهل بدلالتها أو مفهومها أو ينسبها لابن باديس..!، فهذا التوجه يعتمد على الأساس على الأثر والسنة وتتبعهم في تفسير هذه المصطلحات فيجمعون بين الأدلة والآثار .

فكما أنهم يقرون أن من رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام أنه لم يضرب خادما له قط مثلا فإنهم يقرون أيضا أن من تمام رحمته أنه يأمر بضرب رقبة فلان !
وكما يقرون بخصال الرفق لدى أبوبكر رضي الله عنه وورعه يقرون أيضا أن من تمام ذلك لما يشتد الشيخ رضي الله عنه في سبيل الله عنه لدرجة أن يقول ما يعتبر عندنا من أقذع السب.

وكما يرون أن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و النصح للحاكم يكون سرا كما أمرت السنة وعدم الخروج عليه ، فهم أيضا لا يطبلون لمنكرات الحكام ويتملقون لهم بمناسبة وبغير مناسبة فتراهم يثنون عليهم مادم الإغداق ثم يطعنونهم متى ما توقف ، بل منهجهم ثابت إنكار المنكر العام عامة أما الإنكار على ولي الأمر فيكون سرا دون تهييج ولا تهريج.

أهل الأثر فضلا على ما سبق لا يعطلون العقل بل يجعلونه في خدمة مفاهيم الإسلام الأصيلة ، فيدركون أن التوحيد أساس الإسلام ولا بأس بعدها في تفعيل العقل لتطوير سبل الدعوة إليه .
ببساطة هم يقولون للبشرية هذه الوسطية ... هذه هي تعاليم الإسلام فعليك أيها العالم أن تتبعها فهي هدي محمد عليه الصلاة والسلام.

والفرق بين التوجهين بين فالأول يقصقص أجنحة الشريعة لتكون موافقة للبشرية زمانا ومكانا
والثاني يقصقص تهور البشرية ليقول لها كوني كما هي الشريعة مع تفعيل العقل لتجد تلك المفاهيم سبيلا لكل زمان ومكان دون أن يتم مسخها.
وكتب باديسي